أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16/04/2005   #1
شب و شيخ الشباب رومانوس
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ رومانوس
رومانوس is offline
 
نورنا ب:
Jan 2005
مشاركات:
35

افتراضي مدخل الى فلسفة القرون الوسطى واشكالية الايمان والعقل.


الفلسفة الوسيطية: هي تيارات الفكر الفلسفي التي ظهرت في أوروبا و بوادر عصر النهضة الأوروبي في القرن الخامس عشر. يمكننا إضافة فلاسفة مسيحيين مشرقيين ثم الفلسفة العربية عامة، فتشكل هذه الفلسفات مجتمعة ما يعرف بالفلسفة الوسيطية. نحن معنيون هنا بدراسة الفلسفة الأوروبية .
على الرغم من الصفة السلبية السائدة عن القرون الوسطى بأنها كانت عصور جهل و تخلف، فأن ما عرفته من نشاطات فلسفية يشكل محطة بالغة الأهمية في مسار الفكر الإنساني. لم تكن المجتمعات الأوروبية قد تكونت قومياَ بعد إذ كانت في العموم مجموعات من المدن تحكمها إمارات. لكن الجامع بينها كان الدين. تأثرت أوروبا بغزوات البرابرة فتعرضت مؤسساتها السياسية و الدينية للخطر، هذه الأمور العائدة إلى الخلل السياسي و إلى الاضطراب من جراء الحروب شكلت الدافع لإعطاء صفة سلبية للمجتمعات القروسطية. أما العقل الفلسفي الذي كان قد تغذى بالفلسفة اليونانية و بالمفاهيم الإيمانية المسيحية عرف كيف يتجاوز تلك الانقسامات مع مظاهر التخلف فيها و يؤسس تيارات فلسفية شديدة الغنى مهدت لفلسفة عصر النهضة الأوروبي وحتّى للفلسفة الحديثة . يجب الانتباه إلى أن مدن المشرق و المغرب الأوروبي كانت تعج بالمدارس التي تعلم فلسفة اليونان و مبادئ اللاهوت المسيحي، وإن هذه الثروة المدرسية شكلت المنطلقات الأساسية لظهور تلك التيارات الفلسفية . كانت تلك المدارس في الشرق و الغرب تشدد على تعليم الفلسفة اليونانية، خصوصاً أفلاطون و أرسطو و أفلوطين . كان الباحثون يتبارون في عرض أفكار الفلاسفة اليونانيين و ترجمتها و مناقشتها و قد شكلت الترجمة خصوصاً منها تلك التي عرفت في المشرق خلال القرون الوسطى المرجع الأهم للمثقفين و لأهل الفكر كي يتطلعوا على تراث العهود القديمة و لا بد من الإشارة إلى أن التداخل بين الفكر الفلسفي و الفكر اللاهوتي شكّل السمة الأساسية لنشاطات الفكر في ذلك الزمان . أحياناً كانت مراكز السلطة في المجتمع كالكنيسة أو السلطة السياسية تتخذ مواقف إيجابية أو سلبية من بعض الفلاسفة استناداً إلى بعض القرابة بين الفلسفة و الدين أو إلى التعارض بينهما . كانت الكنيسة في أوروبا تنظر إلى فلسفة أفلاطون نظرة إيجابية و تشجع الدارسين على استيعابها بسبب المنحى الروحاني الذي يبرز في مؤلفات أفلاطون وتحارب من يروج لفلسفة أرسطو ذي المنحى الواقعي المادي العقلي البعيد عن معطيات الإيمان و السلوك النسكي لذلك نلاحظ أن الفلاسفة الأوروبيين كانوا ميالين في البدء إلى أفلاطون و أفلوطين حتّى قيل أن القديس أوغسطينوس فهم فلسفة أفلوطين كما لو أنها مجموعة أمثولات مسيحية . و عندما برز القديس توما الأكويني وفي وقت متأخر ( القرن 12 ) كمناصر لفلسفة أرسطو فشرحها بطريقته اللاهوتية و وضع مذهباً لاهوتياً مشبعاً بالمفاهيم الأرسطية، تبدلت مواقف السلطتين الكنسية و السياسية و صار أرسطو مرغوباً فيه . هذا الصراع الضمني الذي نشأ بين المفاهيم الفلسفية و مبادئ الإيمان الديني يشكل بالنسبة إلى تاريخ الفكر و إلينا اليوم مرجعاً أساسياً للتقريب بين منطق العقل الفلسفي و منطق الإيمان و بات بالتالي مرحلة خطيرة الأهمية بالنسبة إلى اللاهوتيين بالذات. و التجربة نفسها وقع فيها الفكر العربي الإسلامي إذ كان الصراع بين الفلسفة و الشريعة على أشده . لذلك نلاحظ مثلاً : كيف حارب الغزالي الفلسفة في كتابه تهافت الفلاسفة خصوصاً ثم المنقذ من الضلال و كيف تمكن ابن رشد بعدئذ من وضع ذلك التوفيق الشهير بين الحكمة و الشريعة منتصراً فيه لوحدة اللقاء بين العقل و الأيمان . و لا بد من الإشارة إلى أن الفلسفة و الدين و سواهما من النشاطات في العلوم الإنسانية تستجيب كلّها لوحدة التجربة الإنسانية، لنداءات الأعماق الإنسانية أي للتساؤلات الكبيرة التي يرسمها فضول العقل .
إذا شئنا تعداد أولئك الذين وضعوا أجوبة على هذه التساؤلات الكبيرة في الشرق المسيحي و خلال الألفية الأولى بعد المسيح لذكرنا مئات الأسماء ، كما إننا إذا حاولنا تعداد المفكرين الأوروبيين الذين استثمروا هذه التجربة الفكرية كي يفهموا الحقائق المطلوبة لذكرنا أيضاً المئات منهم، لذلك لا بد من التوقف عند المنارات المشعة كالقديس أوغسطينوس و القديس توما الأكويني، فإذا فهمنا ما أعطته هاتان المنارتان نكون قد ألممنا بالكثير من التجارب التي سبقتهما . نذكر على سبيل المثال من هذه التجارب محاولات إكليمنضوس الإسكندري ( 150 - 211 م ) الذي غاص في الفلسفة و في اللاهوت معاً و حاول استخدام المنطق الفلسفي لإيضاح المبادئ اللاهوتية في كتابه ( دفاعاً عن العقيدة ) و في كتب أخرى له . ففي رأيه أن غرض العقيدة المسيحية هو " المعرفة " أي الإيضاح العلمي للتعاليم المسيحية إذ لا إيمان بدون علم و لا علم بدون إيمان . و ليس المقصود هنا علوم الرياضيات أو الفلك و ما شابه، بل علم الخير و الشر الذي يكشف التفاصيل السلوكية الضرورية كي نقترب من الله . هكذا تشكل الفلسفة اليونانية تمهيداً عقلياً لفهم المسيحية أي الحقيقة الكلّية التي تجسدت في المسيح علماً أن الفلسفة وحدها تعج بالكمال المعرفي لكنها تقصر عنه فلا يتحقق هذا الكمال إلا بالعقيدة الدينية.
رومانوس[/b]
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 00:00 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.04029 seconds with 11 queries